أكد ممثل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) كريم حسن، أن "درع البلاد للمسؤولية الاجتماعية للشركات" ليست مجرد احتفالية لتكريم الفائزين، بل هي نموذج حي للتكامل بين الابتكار والمسؤولية الاجتماعية، ومثال ساطع على كيفية مساهمة القطاع الخاص ورواد الأعمال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ودعا خلال كلمته في حفل الجائزة إلى العمل معاً على تعزيز هذا النموذج الرائد، وضمان استمرارية النجاح للأجيال القادمة.
وقال حسن: "يأتي دور جائزة البلاد في قلب هذا المشهد، فهي ليست فقط منصة لتكريم الفائزين، بل تُعد عاملًا محوريًا في تعزيز المسؤولية الاجتماعية وتحفيز الشركات ورواد الأعمال على تبني حلول مبتكرة تُسهم في تنمية المجتمعات المحلية، ودعم الجائزة للمشروعات ذات التأثير الاجتماعي يُظهرأهميتها في تمكين رواد الأعمال من إحداث أثر حقيقي ومستدام في مجتمعاتهم".
وأشار إلى أن هذه الجائزة أصبحت ركيزة أساسية في دعم الابتكار والتميز، كان لها دورٌ بارز خلال السنوات الماضية في تمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، سواء في البحرين أو في المنطقة العربية، مؤكداً أن النجاح الذي حققته الجائزة على مدار العامين الماضيين هو شهادة حيّة على قدرتها في تحفيز الإبداع ودفع عجلة التنمية المستدامة.
وقال "في الإسكوا، نسعى دومًا إلى دعم الحكومات العربية والهيئات العامة والقطاع الخاص والقطاع المصرفي لتطوير آليات مبتكرة ومشروعات تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن خلال التعاون الوثيق مع هذه الجهات، نعمل على تقديم الخبرات الفنية والمشورة الاستراتيجية، مما يساعد في تطوير سياسات تحفّز الابتكار وتعزز الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية".
وأضاف حسن: "لقد أطلقنا العديد من المبادرات التي تهدف إلى بناء بيئة تمكينية لريادة الأعمال، وتسهيل وصول رواد الأعمال إلى التمويل، وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات، ونعمل أيضًا على تحسين السياسات الاقتصادية والتشريعية لتكون أكثر جذبًا للاستثمارات في المجالات الابتكارية، مع تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسريع التحول الرقمي، هذا التحول يمكّن الشركات الناشئة من الاستفادة من الفرص الجديدة في الاقتصاد الرقمي العالمي، مما يعزز قدرتها على المنافسة والتوسع".
وتابع: "وفي هذا السياق، تناولنا منذ يومين توصية بإنشاء منصة وطنية لتتبع التقدم في مجال المسؤولية الاجتماعية، هذه المنصة ستكون بمثابة دليل للمؤسسات والشركات لقياس تأثيرها وتبادل المعرفة العملية، وهذه الأداة يمكن أن تدعم رواد الأعمال في البحرين وخارجها في تبني أفضل الممارسات وتبادل الأفكار التي تعزز من عجلة التنمية".
وأكد حسن أن التعبئة المجتمعية تُعد عنصرًا رئيسيًا لتحقيق النجاح المستدام، مضيفاً "لقد رأينا كيف تمكنت جائزة البلاد من توحيد المجتمع المحلي، وجمع بين رواد الأعمال والمستثمرين والمبتكرين في بيئة تشجع الابتكار والإبداع، وتمكين الفئات المهمشة مثل النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة يعزز من شمولية التنمية ويزيد من تأثيرها الإيجابي".
وشدد على أن تبادل الخبرات بين التجارب الوطنية والدولية يساعد في تكرار النجاحات التي حققتها جائزة البلاد على مستوى أوسع، واستطاعت الجائزة في العامين الماضيين أن تكون مصدر إلهام للعديد من الشركات المحلية والدولية في المجالات الخدمية والتنموية، مما يعزز دورها كمنصة تجمع بين الإبداع والمسؤولية.