أشار نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الدكتور مصطفى السيد أن موضوع التنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية يعد في غاية الأهمية كونه يرتبط بجميع نواحي الحياة وبكل ما يتعلق بالتنمية والإنسان.
وبين السيد أن مصطلح التنمية المستدامة يعني أن تقوم بإنتاج مفيد وجيد دون الإضرار بالبيئة، ما يعني إنها تتعلق بالإنتاج والبيئة المحيطة من بحار وسماء وصحراء وكل ما يدور حولنا من كائنات حية.
وأكد السيد أن مملكة البحرين اهتمت بالتنمية المستدامة قبل أكثر من 30 عاماً كأول دولة لها دور في هذا الشأن، ومن الأمور التي قامت بها هي بناء مزرعة اسماك في مخرج مياه مصنع البتروكيماويات في البحرين، وذلك لإثبات أن المياه التي تخرج من المصنع لا تضر بالبيئة، إذ كانت هنالك رغبة واهتمام بضمان نظافة المياه لاستزراع الأسماك لإعادة إرجاعها للبحر لتنميتها، وكذلك لإعطاء جزء منها إلى الجيران القريبين من المصنع.
وعبر السيد عن شرفه بإلقاء التجربة باسم الدول العربية في لقاء كبير بين الشركات العربية للأسمدة والبتروكيماويات بحضور وكيل وزارة الصناعة الأمريكي، والتي تحدث فيها عن البرنامج المتبع للحفاظ على الكائنات الحية حول المصنع ومحمية الطيور لضمان استراحتهم أثناء الهجرة من منطقة إلى أخرى في العالم إضافة إلى تجربة زراعة الأشجار.
ولفت السيد أن وكيل وزارة الصناعة الأمريكي قد أشاد بتجربة مملكة البحرين متأملا أن تستفيد الشركات الأمريكية من تلك التجارب.
وقال السيد أنه حتى يتمكن الفرد من الشركات من تعزيز مبدأ المسؤولية الاجتماعية فإنها تحتاج إلى القيم والمبادئ الإنسانية والإحساس بالمسؤولية تجاه البيئة، وإلى قيادة بحرينية تؤمن بسلامة الإنتاج والبيئة والأشخاص على المدى البعيد.
وأكمل السيد أن التصميم الصحيح من الناحية الهندسية يحتاج إلى موظفين حاصلين على أفضل التدريبات حتى يحافظون على السلامة ويتمكنون من تجنب الكوارث والانفجارات التي تحدث بسبب ضعف التصميم.
وأضاف السيد أن لشركة "بابكو" مواقف مشرفة عندما بدأت بتدريب العاملين البحرينيين الذين قاموا بدور جبار في تطوير المصنع وشركات ومصانع وبنوك أخرى من أجل ضمان الجودة وخدمة المجتمع.
وأشاد السيد بدور القيادة الرشيدة في نشر ثقافة التنمية المستدامة في مجال العمل الإنساني وبدور الرئيس التنفيذي لشركة نفط البحرين (بابكو) الدكتور عبدالرحمن بن عبد الحسين جواهري في نشر ثقافة المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة على الشركات العالمية، مبيناً أن استراتيجية مملكة البحرين موضع احترام كبير من العالم ومن الأمم المتحدة بحيث أن البحرين لها مساهمات خارجية كثيرة مع الدول الفقيرة والتي بها نزوح داخلي، مشيراً بذلك بقول إحدى النازحين والذي قال أن مملكة البحرين أصابت قلب الحقيقة والنجاح في التنمية.