الرئيس التنفيذي لـ “المسؤولية الاجتماعية السعودية”: “درع البلاد” محفزة للشركات


 

 

 

“المسؤولية الاجتماعية السعودية” تنظم العلاقة بين القطاعات الثلاثة لتحقيق أهدافها

السعودية تقفز من المرتبة 26 إلى 16 عالميا في المسؤولية الاجتماعية

المملكة وضعت مواصفة قياسية للمسؤولية الاجتماعية

 

أكد الرئيس التنفيذي لجمعية المسؤولية الاجتماعية السعودية عبدالله بن سليمان المهنا، أن برامج المسؤولية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية تشهد تطورًا ملحوظًا، بفضل رؤية 2030، التي تهدف إلى تعزيز دور المسؤولية الاجتماعية في المملكة. 
جاء ذلك في لقاء هاتفي أجرته معه صحيفة “البلاد”، حيث تحدث المهنا عن دور الجمعية ومبادراتها المختلفة، مشيدا بمبادرة “درع البلاد للمسؤولية الاجتماعية للشركات”. وأوضح المهنا أن الجمعية، التي تأسست في العام 2019 مع بداية تنفيذ رؤية 2030، تعمل على تنظيم العلاقة بين القطاعات الثلاثة: الحكومي، الخاص، والقطاع غير الربحي، لتحقيق أهداف المسؤولية الاجتماعية. وأضاف أن الجمعية تنظم المؤتمرات، الندوات، والدورات التدريبية، إلى جانب تقديم جوائز التميز في هذا المجال. كما تقوم الجمعية بإعداد الاستراتيجيات وبناء نماذج المسؤولية الاجتماعية في الشركات الراغبة في تبني هذا النهج.

مشروعات الجمعية  
وتحدث المهنا عن المشروعات التي تنفذها الجمعية في السعودية، مشيرًا إلى أنها تشمل تنظيم برامج تدريبية متقدمة في مجال المسؤولية الاجتماعية، وعقد شراكات مع الجهات الحكومية والخاصة لتعزيز الوعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية. كما تعمل الجمعية على تطوير المناهج الدراسية المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية، بهدف تخريج كوادر مؤهلة تستطيع قيادة هذا المجال في المستقبل.

تقدم بالتصنيف العالمي
وأشار المهنا إلى أن السعودية حققت تقدما ملحوظا في ترتيبها العالمي في مجال المسؤولية الاجتماعية، حيث قفزت من المرتبة 26 إلى المرتبة 16 عالميا، وتسعى لتكون من بين الخمس الأوائل في العالم بحلول العام 2030. وأكد أن المملكة وضعت مواصفة قياسية للمسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى استراتيجية وطنية يتم العمل عليها حاليا للفترة من 2025 إلى 2030.
“درع البلاد”
وأعرب المهنا عن إعجابه الشديد بمبادرة “درع البلاد للمسؤولية الاجتماعية للشركات” التي تطلقها صحيفة “البلاد” في البحرين، ووصفها بأنها خطوة رائعة ومحفزة للشركات. وأضاف أن مثل هذه المبادرات تسهم بشكل كبير في تحفيز الشركات على تتبنى ممارسات المسؤولية الاجتماعية، وتعزز من التعاون بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين في هذا المجال. وأشار إلى أن هذه المبادرة يمكن أن تكون نموذجا يحتذى به في دول الخليج الأخرى، مشيرا إلى أهمية وجود محفزات للشركات للمشاركة في برامج المسؤولية الاجتماعية.

دور البنوك والشركات  
وتطرق المهنا إلى دور البنوك في السعودية في دعم المسؤولية الاجتماعية، حيث أشار إلى أن البنوك ملزمة بتخصيص 1 % من أرباحها لأعمال المسؤولية الاجتماعية منذ العام الماضي. وأكد أهمية أن تكون هذه النسبة جزءا من استراتيجية الشركات وليس قرارات إرتجالية، مشيرا إلى أن النظام الجديد للشركات في السعودية يتطلب أن تظهر المسؤولية الاجتماعية ضمن القوائم المالية للشركات.
تطلعات مستقبلية  
وأعرب المهنا عن أمله في أن تكون هناك هيئات رسمية للمسؤولية الاجتماعية في جميع دول الخليج بحلول العام 2025، مشيرا إلى أن الدول الخليجية بدأت بالفعل في هذا الاتجاه. وأوضح أن الإمارات وقطر بدأتا في إنشاء هيئات للمسؤولية الاجتماعية، ويتوقع أن تحذو بقية الدول حذوهما قريبا. وأكد المهنا أهمية هذا التوجه لتعزيز التعاون والتنسيق بين دول الخليج في مجال المسؤولية الاجتماعية، وتبادل الخبرات لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.

تخصيص نسبة من الأرباح  
أوضح المهنا أن تخصيص نسبة معينة من أرباح الشركات لدعم برامج المسؤولية الاجتماعية يعد خطوة مهمة لتعزيز دور الشركات في هذا المجال. وأشار إلى أن النسبة المقبولة حاليا تتراوح بين 1 % و3 % من أرباح الشركات، مؤكدًا أهمية أن تكون هذه النسبة جزءا من استراتيجية الشركات لضمان استدامة الدعم وتوجيهه نحو مشروعات ومبادرات تحقق الفائدة للمجتمع.

توجه لإلزام جميع الشركات  
وأكد المهنا وجود توجه قوي لإلزام جميع الشركات في السعودية بتبني برامج المسؤولية الاجتماعية كجزء من نظامها المالي والإداري. وأشار إلى أن النظام الجديد للشركات يتطلب أن تظهر المسؤولية الاجتماعية ضمن القوائم المالية، ما يعكس التزاما رسميا من الشركات نحو تحقيق التنمية المستدامة والمساهمة في رفاه المجتمع. وأضاف أن هذا التوجه يشمل جميع الشركات، المدرجة وغير المدرجة، لضمان شمولية الجهود المبذولة في هذا المجال.

فعاليات الجمعية 
وفي ختام المقابلة، أشاد المهنا بالتعاون القائم بين السعودية والبحرين في مجال المسؤولية الاجتماعية، مؤكدا أهمية تحفيز الشركات للمشاركة في برامج المسؤولية الاجتماعية لضمان تحقيق التنمية المستدامة. كما أشار إلى أن الجمعية تسعى لتنظيم فعاليات مثل ملتقى الإعلام والمسؤولية الاجتماعية وملتقى الرياضة والمسؤولية الاجتماعية، بحضور وزراء ومسؤولين، لتعزيز الوعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية في جميع المجالات.
ونوه المهنا بالرؤية المتكاملة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية في السعودية والخليج، مسلطا الضوء على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع القطاعات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.