ابتكر رجل الأعمال طلال يوسف فخرو من خلال شركة “نون اوفيشال”، أفكارا فريدة مرتبطة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، مدفوعة بشغفه بالساعات، فتارة يتعاون مع شركة “تايد” السويسرية لتحول نفايات البلاستيك الملقاة على البحر إلى مادة يمكن استخدامها في صناعة هياكل للساعات، وتارة أخرى يعمل على تطوير ساعات تتحرك عقاربها بالطاقة الشمسية، حيث إن أكثر الساعات التي تعمل بالطاقة الشمسية تعرض الوقت رقميا.
واستعرض فخرو الذي شاركت شركته في “درع البلاد” للمسؤولية الاجتماعية للشركات في دورتها الثانية في لقاء مع “البلاد” أهمية الابتكار في المبادرات الاجتماعية والبيئية.
اقتبس فخرو المثل القائل: “لا تعطني سمكة لكن علمني كيف اصطاد”، ليكون عنوانه في المبادرات الاجتماعية، حيث كان لجمعية التوحد البحرينية نصيب من اهتمام مؤسسته الخيري، عبر الاستفادة من المواهب التي يزخر بها أطفال التوحد والخيال الخصب الذي يتمتعون به، فطلب منهم مجموعة من الرسومات، لاختيار إحداها لتكون “مينا” لإحدى الساعات التي تعرض للبيع، ليعود ريع بيعها لهم ثمنًا لإبداع أطفال التوحد. وأضاف: “أنها لم تلق الاستجابة المنشودة، ولكن يكفينا شرف المحاولة، وهذا لا يمنعنا من المحاولة مجددًا”.
وفي محاولاته جاهدًا لخلق مزيد من المبادرات وتقديم المساعدات بالطرق غير التقليدية، يخطط فخرو هذا العام للتعاون مع الصندوق الملكي لشهداء الواجب، حيث يسعى إلى تصميم ساعة لهم، تباع إلى جانب وردة الشهيد “الرازجية”، ليعود الريع إلى الصندوق.
ومن رأيه أن كل شركة صغيرة أو كبيرة يجب أن تشارك في المسؤولية الاجتماعية، فحتى الشركات الصغيرة - التي تعد نون من بينها - تستطيع أن تساهم لو بالشيء القليل، لأنه في اعتقاده أن المسؤولية الاجتماعية هي مسؤولية الجميع، والمساهمة ولو بالشيء القليل يحسن حياة الكثير من الناس، والفائدة تصب في مصلحة الجميع، ولا يرى أن إعطاء المساعدات المالية هي الطريقة المثلى للمساهمة الاجتماعية، فقد يكون المنتج الذي تملكه الشركة له قيمة لدى الطرف الآخر.
دار السنابل للأيتام، يتلقى الدعم من كل مكان، ولكن لا يمنع من رسم ابتسامة على وجوه الأطفال بعد استلامه هدية مكونة من ساعة مصممة للأطفال، كما يرى فخرو، حيث إن هؤلاء الأطفال يملكون المسكن والملبس وكل ما هو أساسي، ولكنهم يريدون من يرسم الابتسامة عبر ساعاته.
كلما زادت المساهمات في المجتمع يعد هذا نوعا من التسويق غير المباشر للشركات، والتي ربما يغفل عنها البعض، حيث إن برامج المسؤولية الاجتماعية في الشركات تساهم في تحسين صورة المؤسسة في المجتمع، فالجوائز التي تقدم على شكل ساعة من رأيه الشخصي أنها تضفي قيمة أكبر، ويمكن للمرء أن يحملها مع في كل مكان، ويشيد بالفخر بها، خصوصًا أنها تحمل هوية بحرينية.